الثلاثاء، فبراير 09، 2010

حوش العيلة



هـو عنوانه إليه
الأبيض في الصّباح
البنفسجيْ في الأصيل
الأسمـر في موسـم الحرث
الأصفر في موسم الحصاد
المرقـّش بظلال و ضياء التين و العصر
المخطّط بالطين
المخضّب بالطحالب
الدّفيء بنبض أعشاش الزرازير
المكعّب بالحكايات

أحمله – من قبل إرمَ – إلى المنازل
يناديني من بعيد باسمي
بلغة البيوت العرْبيّة الليبّية
المسكونة بأرواح و روائح من رفعوها
بأيديهم و أغنياتهم
بطين و أحجار كالأرغفة و الوسائد
مشوبة بدم أناملهم و عرق أجبنتهم
قبضوها من أرض معركة ضدّ الغزاة
و سـدّوا الفجوات بينها – قبل أن تجلب الريح–
بفلْذات الملابس الأولى

فبأيّ عقـدٍ - ليس فيه عتبته و قِبلته و أنفاسه و ظلاله و زوايا الأحلام والذكريات و الحمام والجيران–
أؤجّر بيتاً يحيا فيَّ و أمـوت فيه ؟
إن الذي يشتري بيتنا
بيت الطفولة
بيت العائلة
المنزل الأول
يشتريني .

هناك تعليق واحد:

  1. رصد جميل دقيق وساحر للبيوت الليبية القديمة . أبو علي إنك تضفي سحرا على عادياتنا أو لنقل تنظر للأشياء التي غدت جزء منا بعيون أخرى إنك تعيد دهشتنا بها ( أو تعيد للأ شياء دهشتها الأولى كما يقولون ). كما أن قصائدك الجميلة مملوكة للحزن , الحزن على ما فات من الزمن والأمكنة والشخوص ذات الوجوه السمحة البهية التي لا تنسى وعلى كل والذكريات التي قد تكون في حينها حفها الحزن على ما سبقها ولكن لكونها الآن أصبحت ماضيا يغدو لها في النفس والذاكرة مكانا أثيرا فدائما للأشياء الماضية سحرها . أبو على استمتعت بقراءة القصيدة وتلبسني حزن إنساني جميل كحزني حين أسمع أغاني فيروز التي تتغنى عن المطارح والوجوه والبيوت والشوارع وعلاقات الصداقة والحب والجيرة وكل ما هو عصي على العود فشكرا على الحزن الجميل وشكرا لتوجيهك انتباهنا إلى الأشياء الجميلة المحيطة بنا
    نور

    ردحذف

المشاركات الشائعة