الثلاثاء، سبتمبر 28، 2010

الغيوم


بوصف ِ الغيوم
عليّ أنْ أعجّل جداً
فبعد هنيهة

هي تتوقف أن تكونَ ذاتها

خاصّيتها هي ألا تتكررَ أبداً
في أشكالها ، ظلالها ، وضعاتها ، ونظامها

ترتفع بسهولة عن الحقائق
بذاكرة لا تنوءُ بأي شيءٍ
مهما تكن من شهود على شيءٍ ـ
سرعان ما يتبددْن في كلّ الْجهات

مقارنة ً بالغيوم تبدو الحياة وطيدة
حتى أنها دائمة ، وتقريباً خالدة

عند الغيوم
حتى الحجر يبدو أخاً
يمكن الاعتمادُ عليه
ولكنهن بعيدات ، وبنات عمّ خجولات

فليكنِ الناسُ ناساً ، إذا أرادوا
وبعدها بالتسلسُل كلّ واحدٍ منهم يموت
أما الغيوم فلا يعنيها كلّ هذا الغريب جداً

فوق كل حياتك ، وحياتي ليس كلها
هنّ يتظاهرنَ بأبهة كما تظاهرن

لا ينبغي عليهنّ معنا أنْ يمُتن
لا ينبغي عليهن أن يكنّ مرئياتٍ لكي يُبحِرن .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فيسوافا شيمبورسكا . بولندا. جائزة نوبل عام 1996م .
مكتبة نوبل . النهاية والبداية وقصائد أخرى . ترجمة هاتف الجنابي . الطبعة الأولى 1998م .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة