الأربعاء، فبراير 02، 2011

القاهرة في البال




حسن السوسي

خيالك لم يبرح الذاكرة
ومازلت في خاطري خاطرة
ورسمك ما فارق المقلتين
وذاتك في مهجتي حاضرة


*



مباركة أنت محروسة
بسرٍ براهينه ظاهره
وميمونة رَوَحات الملِمُّ
بشعب خصائصه نادرة
يعالج بالمرح المسترَقّ
ويأسو جراحاته الناغرة
وإن ضاق يوماً به موقف
يلوذ بنكتته السّاخرة
يروقكَ منه صفاء القلوب
وتغري بشاشته الزائرة

*

فإنك رغم توالي الدهور
تطلين فاتنة ساحرة
وإنك رغم عوادي الزمان
تظلين قادرة قاهرة
نحبك ساكنة كالغدير
ونهواك غاضبة ثائرة
فيا قلعة مايزال الزمان
يردد أمجادها الزاخرة
إذا كشّر الجِدّ عن نابهِ
فأنت المقطّبة الكاشرة
وإن لاين الدهرُ بعد الجِماح
فأنت المدللة الآمرة
يعود إلى حجمه كلّ من
تمدّد في غيْبة القاهرة
ويقصر كل طويل النجاد
خشوعاً لقامتك الظاهرة
وإنك مهما ادلهم الظلام
تظلي لنا النجمة الزاهرة
فيا عصمة العرب مهما نأوا
وموئل أمتنا الصابرة
تدور حواليك آمالنا
كما دار بالمحور الدائرة
*

لك الفخر في أوليات الزمان
بما لم تنل مثله فاخرة
بـ توت أنخ آمون في مجده
ورمسيس في الأعصر الغابرة
بناة الذي ما بنت مثله
بناء ... ولا حلمت حاضرة
وبالفاطميّ وما تسردين
له من مآثره الآسرة
وبالناصر الدين من سيفه
إلى ذي الفقار له آصرة
وبالموقفين زحوف التتار
فكنت لهم صفقة خاسرة
ودار ابن لقمان أدرى بمن
أتتها بحاجتها زائرة
تفدِّي أسيراً لها موثقاً
وتدفع عن يدها صاغرة
وبالعابرين على عزمةٍ
كعزم المهيّجة الكاسرة
وبالمرتجين لفك الحصار
عن القدس واللدّ والناصرة
يدور المقطّم من حولها
كنصف الحزام على الخاصرة
فكم معتد حام من حوله
فدارت على جيشه الدائرة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ديوان الجسور
الدار الجماهيرية
ط1 1998م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة