الثلاثاء، يوليو 13، 2010

دو يو سبيك إنجلش ؟

ليس غريباً من بومفتاح أن يفعل ذلك ، فالجندي والطالب وكبار السن ، هم عادة من يقف بسيارته ليقلهم معه في طريقه ، بل وأكثر بعداً وعمقاً وعوجاً من طريقه ، أما ذلك اليوم فقد نقل شخصاً مختلفاً ، كهلاً ذا بشرة بلون زواق (البرايمر) ، يرتدي سروالا وسورية بيضاوين فضفاضين ، كثيف الشعر و ناعمه ، أسود العينين ، كث الشاربين والحاجبين ، ليس لذلك الوصف الباكستاني الزيّ أو الهندي وقفَ ، بل لأن السيارة التي كانت أمام سيارته تخطت الكهل إلى فتى من القرية بقربه ، فرأى أنه من العيب أن يعامل الضيوف على هذا النحو ، وتراجع (إندياترو) إليه قليلا ، وقد أخذه ما يأخذه عادة من حمية و اهتزاز المتعاطفين ، ومدّ ذراعه وجذب (ماناويلاّ) الباب وقال :
ـ وِلْ كـَمْ ، تفضل صديق ، وِلْ كـَمْ .
بدت علامات البشر على وجه الرجل ، وردّ مع شيء من التردد قائلاً :
ـ ثانك يو صديك ، ثانك يو فري متش.
أعطى بو مفتاح السيارة (مارشة) أولى وانطلقت ، وقد طاب له أن يجرب إنجليزيته الإعدادية مع الرجل .
بعد وقت التقت نظراتهما فكررا نفس الكلمات فأتبعها بومفتاح بقوله :
ـ فرومّ وير مستر ؟ .
فأجاب الرجل :
ـ المساكن .
فقال بومفتاح مصححاً مبتسماً :
ـ لا . قصدي نو نو ، آي مين ذِ كانتري .
فقال الرجل :
ـ باكستان.
فقال بومفتاح :
ـ أوكي ، آي سِدْ ذات فيرست آي سَوْ يو ، صديك ! ، باكستان آر موسلمز.
فرد الرجل :
ـ فري جود . يو سبيك إنجلش .
فسُرّ بومفتاح لرأي الرجل ، وإن أحس أنه للتشجيع ، وشيء من الامتنان ، ورأى أن يوضح بإنجليزية تعرب عن نفسها ، ودون حرج من رجل لا ريب يجيدها ، وسيجد له عذراً :
: نـَـتْ فري متش ، آي ليرن إنجلش إن ذي ساكاندري سكول ، أباوت ثري يير ، ييرز! أقو ، بت آي فورجيت ، قصدي فورجوت إتْ .
فقال الرجل :
ـ أووو بروبليم !
فأكد بومفتاح :
ـ يس ، إتز أبيج بروبليم إن ذس تايم .
وردّ الرجل :
ـ يس . شووور .
إلا أن بو مفتاح لم ينس أن ينبه الرجل الغريب ، ويعتذر منه لضعف لغته الإنجليزية ، فقال بما لديه منها سائلا عن عمل الرجل :
ـ بليز إكسكيوز مي فور ماي لانقويج ، بَت ، وير إز يور جوب ؟ آي مين وير يو وورك ؟.
فقال الرجل :
ـ وات ؟.
ففكر بومفتاح :
( يا إمّنْ البوكستاني سمعه ثقيل ، ولاّ السيارة هي اللي قربعته واجدة ) ، فرفع صوته :
ـ آي مين آر يو أتيتشر؟ أور اكاربينتر؟ أور ادرايفر؟ أور افارمر؟ أور ... .
فقاطعه الرجل :
ـ درايفر. درايفر .
فقال بومفتاح مسروراً لصدى لغته أكثر من تلقيه المعلومة :
ـ أووو فري جود فري جود ، درايفر ، درايفر إن أكامباني ؟ .
فأجاب الرجل :
ـ يس كامباني .
فقال بو مفتاح :
ـ وِلْ ، كامباني ، بَتْ وتش كامباني ؟ .
فرد الرجل :
ـ أوكي كامباني .
فقال بومفتاح :
ـ آي نوْ ذات ، بت يو دونت ، أور ديدنت سَيَْ وتش كامباني)؟ .
لكن الرجل نظر إلى بومفتاح مبتسماً ابتسامة حرج وهزّ رأسه ، ورغم أنه خطر لبومفتاح أن الرجل ربما عاطل عن العمل ، أو يعمل في حرفة يستحي من ذكرها ، فيكذب عليه في ادعائه العمل في شركة من الشركات ، أو لا يريد لسبب ما أن يعطي عنوانه لأحد ، والغرباء لديهم أفكار غريبة ، إلا أنه أخذ يوضح له أكثر :
ـ وير إز يور كامباني ؟ أور وات إز يور كامباني ؟ .
وعندما لم يجبه تمادى في التوضيح بقصد طمأنة الرجل :
ـ آي ، فور مي ، فور إكزامبل ، ويرك إن ذا أير بورت ، آند يو إز ، يو آر درايفر، وير يو ويرك ، إن اسكووول ؟ إن بترول كامباني ؟ إن سوبر ماركت ؟ إن هوسبيتال ؟ .
لكن الرجل لم يجب أيضاً ، بل راح تلك المرة يدير ماناويلا النافذة ، فأحس بومفتاح أنه ربما أزعج الرجل ، فكرر له قولاً لم ينتبه إليه في البداية :
ـ يو سِدْ ذات يو آر موسلم صديك ؟ .
فقال الرجل بارتياح :
ـ يس موسلم .
فقال بومفتاح :
ـ ما شاء الله ، وي آر ابراذرز إن إسلام ، وت إز يور نيْم ؟ .
فبادر الرجل بإجابة فورية :
ـ ماي نيم إز أزيز .
فقال بومفتاح :
ـ عزيز ، أوكي ، يس عزيز أز مسلم نيم .
ثم أضاف بصوت أخفض :
ـ وهذي شتاوة يا باكستاني .
وقرر بعد تلك اللطيفة أن يترك الرجل ليرتاح قليلا من أسئلته ، غير أن الرجل بادر تلك المرة بنفسه بالقول :
ـ وات إز يور نيم ؟ .
فكان ذلك إشارة لبومفتاح بأن الرجل قد أستؤنس ، إثر علمه بديانة بومفتاح ، وطبيعة عمله فأجابه بسرور وبيسر أيضاً :
ـ ماي نيم إز يادم بومفتاح . يادم : واي ، آيْ ، دي ، إم . يادم إن ليبيا إز آدم إن أرابيك لانجويج ، يو نو ؟ .
فقال الرجل :
ـ يادم سوا سوا آدم .
فأكد بومفتاح بأسلوب ليبي بكلمة إنجليزية :
ـ أوكيييييييي .
ثم عاد إلى تماديه :
ـ دِدْ يو نَوْ وات إز ذا مينِنغ أوف موفتاح ؟ موفتاح إز أَ كِي .
وقهقه بومفتاح بمفرده وقتاً ، ثم تبعه الرجل بقهقهة أعلى وأطول وكانت أجمل لحظة في اللقاء ، وفي آخر ضحكته سأل الرجل :
ـ دو يو سبيك كلام باكستاني مستر بو موفتاح ؟ .
فقال بومفتاح :
ـ نو ، أ يآم سوري ، بَتْ لوكْ ، إن ليبيا ، وير صم بيبول سبيك إيتالي ، ذا بيج بيبول لايك ماي ماذر ، نو نو نو فاذر ، آند ماي جراند فاذر ، بيكوْز إيتالي واز إن ليبيا ون دَيْ ، لايك إنجلش أت باكستان ، آند ذا تيليان سِدْ تو ليبي بيبول : أراب لانجويج نو ، إيتليان لانجويج يَسْ ، أور إيتاليان بوليس كِلْ ذا بيبول ليبي ، هانج ذِم ، لايك أومر موكتار .
ثم نظر في عيني الرجل وسأله :
ـ يو نو أومر موكتار؟ .
فأجاب الرجل :
ـ ياس .
فواصل بومفتاح :
ـ سَوْ يو كان ليسِن متش متش متش متش ويردز باي إيتالي ، فور إكزامبل: شرياتوري. رادياتوري. كارباراتوري. كوشينيتي. مازاتوري. دومان. افريتشه. مارشه. جاللّوني. استاسيوني. كالشو تيرسو. ريجولي . اسكامبيا. اتشينما . إندياترو. افرينو. مارشا بادي ...
وقبل أن يضيف بومفتاح كلمة واحدة أخرى من القاموس الإيطاليبي فاجأه الرجل بقوله :
ـ آي وَهْ ياحاج ، الله يبارك فيك ويرحم ولديك ، ويشيلك من دار الهانه ، امسك افرينواتك ، او صبي لي عند هالمارشا بادي عندك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة