الثلاثاء، أكتوبر 05، 2010

بربارا


أتذكرين بربارا ؟
كانت تمطر بلا انقطاع ذلك النهار فوق "بريست"
وأنت تسيرين مبتسمة
مفتحة .. مخطوفة .. مبللة
تحت المطر
أتذكرين بربارا ؟
كانت تمطر بلا انقطاع فوق بريست
حين تقاطعنا في شارع "سيام"
كنت تبتسمين
فابتسمتْ

بربارا !
أتذكرين ؟
أنت يا من لا أعرفها
أنت يا من لا تعرفني
ومع ذلك أتذكرين ذلك النهار ؟
فأنا لن أنسى ..
رجلاً كان يحتمي تحت بوابة
ويناديك : بربارا !
فتهرعين إليه تحت المطر
مبللة .. مخطوفة .. مفتحة
وتلقين بنفسك بين ذراعيه
أتذكرين ذلك بربارا ؟

لن أنسى
ذلك المطر العاقل السعيد
على وجهك السعيد
على تلك المدينة السعيدة
ذلك المطر فوق البحر
وترسانة الأسلحة
وباخرة "ويسان"

آه .. بربارا
أي بلاهة هي الحرب !
أين أنت الآن ؟
تحت مطر الحديد والنار والدم
وذاك الذي كان يطوقك بذراعيه مشغوفاً
أميت هو الآن ؟ مختف ٍ ؟ أم لا يزال حياً ؟

آه بربارا !
إنها تمطر بلا انقطاع فوق بريست
كما كانت تمطر من قبل
ولكن هيهات فكل شيء أصبح دماراً
إنه مطر الحداد المفزع الأليم
ليس ثمة بعد
حتى ولو عاصفة من حديد ودم
غير بضع سحابات تنفق مثل كلاب ..
كلاب تختفي
مع خيوط الماء فوق بريست
ثم تذهب تموت بعيدا
بعيداً .. بعيداً جداً عن بريست
التي لم يبق منها شيء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر الفرنسي جاك بريفيير . ديوان : كلمات .
ترجمة عبدالكريم كاصد . دار ابن رشد للطباعة والنشر . الطبعة الأولى 1981م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة